سورة النحل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله} لأنَّهم يقولون لما لا يقدر عليه إلاَّ الله هذا من قول البشر، ثمَّ سمَّاهم كاذبين بقوله: {وأولئك هم الكاذبون}.
{مَنْ كفر بالله من بعد إيمانه} هذا ابتداء كلام، وخبره في قوله: {فعليهم غضب من الله} ثمَّ استثنى المُكره على الكفر، فقال: {إلاَّ مَنْ أكره} أَيْ: على التَّلفظ بكلمة الكفر {وقلبه مطمئن بالإِيمان ولكن من شَرَحَ بالكفر صدراً} أَيْ: فتحه ووسَّعه لقبوله.
{ذلك} الكفر {بأنهم استحبوا الحياة الدنيا} اختاروها {على الآخرة وأنَّ الله} لا يهديهم ولا يريد هدايتهم، ثمَّ وصفهم بأنَّهم مطبوعٌ على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم، وأنَّهم غافلون عمَّا يُراد بهم، ثمَّ حكم عليهم بالخسار.


{لا جرم} أَيْ: حقَّاً {أنهم في الآخرة هم الخاسرون} المغبونون.
{ثمَّ إنَّ ربك للذين هاجروا} يعني: المُستضعفين الذين كانوا بمكَّة {من بعد ما فتنوا} أَيْ: عُذِّبوا وأُوذوا حتى يلفظوا بما يرضيهم {ثمَّ جاهدوا} مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم {وصبروا} على الدِّين والجهاد {إنَّ ربك من بعدها} أَيْ: من بعد تلك الفتنة التي أصابتهم {لغفور رحيم} يغفر لهم ما تلفَّظوا به من الكفر تقيَّة.
{يوم تأتي} أَيْ: اذكر لهم ذلك اليوم وذكِّرهم، وهو يوم القيامة {كلُّ نفس} كلُّ أحدٍ لا تهمُّه إلاَّ نفسه، فهو مخاصمٌ ومحتجٌ عن نفسه، حتى إنَّ إبراهيم عليه السَّلام ليدلي بالخلَّة {وتوفى كلُّ نفس ما عملت} أَيْ: جزاء ما عملت {وهم لا يظلمون} لا ينقصون، ثمَّ أنزل الله تعالى في أهل مكَّة وما امتُحنوا به من القحط والجوع قوله تعالى: {وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة} ذات أمنٍ لا يُغار على أهلها {مطمئنة} قارَّةً بأهلها لا يحتاجون إلى الانتقال عنها لخوفٍ أو ضيقٍ {يأتيها رزقها رغداً من كلِّ مكان} يُجلب إليها من كلِّ بلدٍ، كما قال: {يُجبى إليه ثمراتُ كلِّ شيء} {فكفرت بأنعم الله} حين كذَّبوا رسوله {فأذاقها الله لباس الجوع} عذَّبهم الله بالجوع سبع سنين {والخوف} من سرايا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم التي كان يبعثهم إليهم فيطوفون بهم {بما كانوا يصنعون} من تكذيب النبيِّ صلى الله عليه وسلم وإخراجه من مكَّة.
{ولقد جاءهم} يعني: أهل مكَّة {رسول منهم} من نسبهم، يعرفونه بأصله ونسبه {فكذبوه فأخذهم العذاب} يعني: الجوع.
{فكلوا} يا معشر المؤمنين {مما رزقكم الله} من الغنائم، وهذه الآية والتي بعدها سبق تفسيرهما في سورة البقرة.


{ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب} أَيْ: لوصف ألسنتكم الكذب، والمعنى: لا تقولوا لأجل الكذب وسببه لا لغيره: {هذا حلال وهذا حرام} يعني: ما كانوا يحلُّونه ويُحرِّمونه من الحرث والأنعام {لتفتروا على الله الكذب} بنسبة ذلك التَّحليل والتَّحريم إليه، ثمَّ أوعد المفترين فقال: {إنَّ الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}.
{متاع قليل} أَيْ: لهم في الدُّنيا متاعٌ قليلٌ، ثم يردُّون إلى عذابٍ أليمٍ.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9